أحداث بورتسودان

ما بين الإمارات وأفورقي وأحداث بورتسودان !





"#شخصية دينية وأخرى عسكرية متمردة من شرق السودان  كانت برفقة أفورقي في ز فىيارته لمنطقة ساوا العسكرية على الحدود السودانية الأسبوع الماضي" 

في المقال السابق أوضحنا أبعاد الدور الإماراتي في أحداث بورتسودان دون الخوض في التفاصيل كثيرا ؛ في الأسطر القادمة سنتعرف على تفاصيل مهمة وأتمنى أن تضعها أجهزة  الدولة في الحسبان لوضع حل جذري للصراع هنالك  والذي وإن بدأ قبليا ولكنه في باطنه عملا إستخباريا محكما ، بتوجيه ورعاية إماراتية وتنفيذ إرتري.
قبل الخوض في التفاضيل لابد لنا أن نتوقف عند الموقف الإرتري من السودان قبل وبعد سقوط النظام  ، حيث تأرجحت العلاقات السودانية الإرترية كثيرا ما بين التقارب والتباعد وشهدت فترة الرئيس المخلوع الأخيرة توترا كبيرا في العلاقات وإتهامات متبادلة كانت نتيجتها إغلاق الحدود من الجانب السوداني وإستنفار الجيش السوداني لقواته على الحدود مع إرتريا بعد توفر معلومات لدى الأجهزة الأمنية بإحتواء إرتريا لعناصر متمردة بالإضافة إلى وجود قوات مصرية في قاعدة " ساوا" العسكرية بالقرب من الحدود السودانية . 
ما حمل الحكومة السودانية على ذلك بالإضافة للتبرير المعلن هو التقارب الشديد الذي تم بين أفورقي والإمارات ومصر وكان المستهدف منه السودان في أمنه المائي "البحر الأحمر" ولكن الرسالة وصلت سريعا لأفورقي والإمارات ومصر بأن السودان يقظ ويتابع بيقظة ما يجري في الغرف المظلمة .
حجم التنسيق  السياسي والأمني والإستخباري بين الإمارات ومصر وأفورقي كبير جدا خاصة تجاه السودان لأن الذي يجمع هذه الدول هو الطمع في الأراضي والمياه الإقليمية للسودان  "شرق السودان" .
 وأبرز مظاهر هذا التنسيق كان غياب ممثلي الإمارات وأرتريا  عن حفل التوقيع على الوثيقة الدستورية وتخفيض مصر مستوى مشاركتها ولولا الحرج الذي شعرت به مصر لغابت كليا عن المناسبة الهامة في تأريخ السودان .
وأما التنسيق الإستخباري تجلى في خلق الفتنة أو قل تجديد ودعم الصراع القبلي بين قبيلتي النوبة والبني عامر في توقيت محكم جدا قصد منه تفجير أول قنبلة أمام قطار الحكومة المدنية الذي يستعد للتحرك ليغادر محطة الإنقاذ الخربة إلى محطة الوطن العملاق ليلحق بركب الأمم الرائدة. لكن كيف تم ذلك ؟  أو ما هي الإدلة على هذا التنسيق الإستخباري ؟
قبل أن نجيب لابد أن نقف عند زيارة أسياس أفورقي الأخيرة لمنطقة ساوى العسكرية وهو مرتديا للزي البجاوي -لأول مرة- بعد أن أعتاد على الظهور في أغلب الأوقات بالزي الأكسومي وما دلالات ذلك بالنسبة للسودان وما الرسائل التى يريد إرسالها للسودان في توقيت فرح السودان خاصة وأنه لم يحضر لساوى لحضور حفل تخريج مدربي ساوى وحده  بل أستصحب معه شخصيتين من شرق السودان ، الأولى  الشيخ سليمان علي بيتاي والشخصية الثانية عمر محمد طاهر وهو قائد فصيل مسلح يتخذ من "آملت" في منطقة ساوى مقرا لإقامة مجموعته العسكرية. وأظن أنه "أفورقي" يريد أن يوصل رسالة مفادها أنه يمكنه زعزعة إستقرار شرق السودان  خاصة .
بالعودة لسؤال طرح نفسه أعلاه وهو  ؛ ما هي الإدلة على التنسيق أو التورط الإماراتي  الإرتري المصري في أحداث بورتسودان الأخيرة؟ والإجابة ودون عناء كما يلي : حيث تم ضبط عربة بوكس  تحمل إسلحة قادمة من إرتريا وتقوم بتوزيعها في منطقة الصراع بين القبليتين  كما تم -وبحسب شهود- إلقاء القبض على قناصات إرتريات في ذات المنطقة . هذا بالإضافة إلى دعم عصابات متفلته  وكان لتلك العصابة دور كبير في إطلاق شرارة الصراع بالإعتداء على سيدة من النوبة و هو ما ظنه أفراد القبيلة هجوما من البنى عامر -  حسبما - أكدت الإفادات الأولية في كيفية تجدد الصراع.ولا أظن أن هذه الإدلة غير كافية لإدانة التدخل الإرتري السافر في السودان وخرق القوانين الدولية ولابد من رد قوي بعد جمع الإدلة لهذا الأفورقي المعتدي المتمادي في غيه. وأظن أن أفورقي قد بلغه غضب السودان سريعا من الخطوة وكشف السودان لها ولابد أن وزارة الخارجية قد أحتجت بصورة أولية خفية عبر  السفير الإرتري وإلا ما الذي دعاه للخروج بالأمس ليقول أن أفورقي سيزور السودان قريبا وأن جدول أعماله قد منعه من حضور حفل التوقيع ، إين كان سفير الغفلة طيلة هذه المدة وقد مر على التوقيع عشرة أيام إن لم يك قد بلغه أمر جعل من رئيسه يأتي بنفسه معتذرا لا مهنئا عما حدث من تدخل سافر في أمر السودان.
قبل الختام أترك سؤال للقارئ الكريم وأعتذر عن الإطالة . 
السؤال ما الذي جعل الصراع بين قبيلتي البني عامر والنوبة ينتقل من القضارف  إلى بورتسودان   تحديدا ؟ لماذا لم يتجدد في القضارف أو كسلا لماذا البحر الأحمر ؟ لماذا . ؟


أراكم بخير 

 بقلم  : مهلب محمود

تعليقات