*شكلة حميدتي قبل ان يكون جاهلاً او أمياً فهي ان حميدتي لست منّا,حميدتي لا جذور لهُ في هذا الكيان المليون مربع سابقاً، لم يحصد التمر في ديار الشاقية و لم يزرع الصمغ العربي في عروس الرمال و لم يرقص مع اَهلها او مع اهل حلفا، و لا يضع الخُلال في سقف رأسه فهو ليست هدندوي و لا من الجزيرة و لا من ديار الشكرية و لا دارفوري لانه لا يعرف فيها سوا الحرب و الدواس و لم يرى جمال دارفور المدفق*
حميدتي يحمل اعلى رتبة في الجيش و هو ليست جياشي، و لا دُفعة له.حميدتي لم يفرح او يحزن لأنه نجح أو رسب في امتحان الشهادة الثانوية و لم يقدّم في جامعة جوبا او الخرطوم او النيلين او الجزيرة و لم يوثّق شهاداته ليسافر للدراسة في الهند او سوريا او روسيا او المغرب او مصر.حميدتي لم يكن كوز يحمل السيخ ضد من يظنهم شيوعية و لم يكن شيوعياً يفلفل شعره و يحمل كُتبا و يجنّد البرالمة، لم يمتنع عن التصويت في الاتحاد و لم يصوّت من اساسه، و لم يساهر أرقاً قبل انتخابات الاتحاد و لم يقاطع الكيزان اجتماعياً، و لم يقف في اركان النقاش مستمعاً او مخاطباً..لم يحمل ملاحقاً و لم ينجح بـ بي بلاس. لم يتخرّج و لم يترك الدراسة، لم يقدم في وظيفة و لم يدخل معاينة و لم يتأمل اول ماهية، لم يشتغل و لم يكن عاطلاً..*
*لم يقرأ موسم الهجرة الي الشمال و لم يسمع بالطيب صالح من اصله و لم يقرأ البنت التي طارت عصافيرها و لم ينتظر تداعيات يحي فضل الله بفارغ الصبر، لم يسمع حميد و لم تبهره قصائد عاطف خيري و لم يسمع لمصطفى سيد احمد و لم يغني خلف عقد الجلاد في المسرح و لم يصرخ طرباً مع ابو عركي في مسرح النشاط و لم يذوب طرباً مع الحوت و لم يعرض في أغاني خلف الله حمد ..
حميدتي جاء من الفراغ، من عوالم لا علاقة لها بثقافات السودانيين من نمولي لحلفا، يعمل في التهريب و الجريمة المنظمة.. لم نسمع زميلاً له يتكلم عنه و لا هو حكى عن زميلاً له..إنسان ميّت يحلم ان يتحكم في شعب حيّ بكامل الحياة و الحيوية..*
منقول
تعليقات