أدب الكلام

‏▪ *أدب الكـلام ..*

▫‏كان العرب يتفننون في الأدب وينشئون أبناءهم عليه ..
‏ومن فنون الأدب *اختيار اللفظ المناسب*
 ‏حتى قالوا :- لكل مقـام مقـال 
فيقال للمريض *معافى* 
‏وللأعمى *بصير* 
‏وللأعور *كريم العين*
 ‏وكان هارون الرشيد قد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران
‏فسأل وزيره الفضل بن الربيع :- 
‏ما هذه .. ؟
‏فأجابه الوزير :- عروق الرماح يا أمير المؤمنين ..

‏أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران … ؟
‏لأن أم هارون الرشيد كان اسمها *الخيزران* فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الإجابة ..
‏وأحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار :- ما جمع مسواك .. ؟
‏فأجابه ولده بالأدب الرفيع :- *ضد محاسنك يا أمير المؤمنين* …
‏فلم يقل الولد *مساويك* لأن الأدب هذّب لسانه وحلّى طباعه ..
‏وخرج عمر رضي الله عنه يتفقد المدينة ليلا فرأى نارا موقدة فوقف وقال :- يا أهل الضَّوء وكره أن يقول يا *أهل النَّار* 
‏ولما سُئِل العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ..
‏أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
‏فأجاب العباس قائلاً :-
*هو أكبر مني ... وأنا ولدت قبله* 
‏ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم …
‏اختيار الألفاظ قيمة ضاعت للأسف فى مجتمعاتنا وأصبح البعض يبرر ذلك لنفسه ببعض الكلام مثل أنا صريح وأنا أتكلم بطبيعتي أو أنه بذلك يبتعد عن النفاق ...
‏والحقيقة أن هناك فرق كبير جدا بين النفاق ومراعاة مشاعر الآخرين ، وبين الصراحة والوقاحة ..

‏يجب أن نعي جيدا أن بين كسر القلوب وكسبها خيط رفيع اسمه *الأسلوب* .

تعليقات