اثرياء المؤتمر الوطني كتب "يونس محمود"

⛔قائمة أثرياء المؤتمر الوطني المفترى عليها⛔

يقول علماء الإجتماع السلوكي أن تجمعات البشر المثارة يغلب عليها طابع القطيع؛ بمعنى غياب القدرة الخاصة في الحُكم على الأشياء ووزنها بمعيار العقل ومن ثم الحكم عليها بالتصديق أو التكذيب أو النفى أو الإثبات، وهذا السلوك أظهر ما يكون في خلال هذه الأيام التي شاع فيها الكذب وإنتشرت الإشاعات حتى أصبحت بعض الأفئدة هواءً وخواء كبقايا الزرع المصفر الحطام، تزروه رياح الهوى وتعصف به مواجد الأنفس التي فلتت من لجم القيم وتحري الرشد وحدود ما خط الإسلام بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الخوض في الأعراض والتشهير بالناس بغير حق وتداول الكذب والمشي بالنميم  وممارسة الهمز واللمز، وغير هذا من الآداب العامة والأعراف الضابطة لسلوك الأفراد والمجتمعات، ولنضرب لذلك مثلاً باشإعة أن الشهيد إبراهيم شمس الدين قد وُجِدَ حياً سجيناً تحت الأرض في مسجد الشيخ الصايم ديمة في أمبدة وقد سألني بعضهم مستفسراً عن هذا، بل ذهب بعضهم للخوض في أحكام الزوج الغائب وما التخريج الشرعي في مثل هذه الأحوال، وعندها لا تدري هل تضحك من الغباء أم تبكي على المأساة الملهاة، وعلى شاكلة ذلك
جاءت صورة الخطاب العجيب الذي ذيله العميد محمد الحسن عبد الله كمجموعة توقيع ولكن دون أن يوقع إنابة عن قائد هيئة الإستخبارات بينما على رأس الهيئة مدير وليس قائد وهناك جملة ملاحظات من حيث الشكل على الخطاب:

* الخطاب بدون ترويسة ولا حتى عنوان المرسل اليه وإنما إكتفى بترتيب أثرياء حزب المؤتمر الوطني ولذلك بدأ كأن المرسل اليه هو الإنترنت.

* هذا النوع من الواجبات أصلاً لا تطلع به الإستخبارات العسكرية؛إذ ليس من مهامها رصد حسابات المواطنين، ولكن يقع ذلك ضمن واجبات الأمن الإقتصادي بالتنسيق مع وكيل النيابة الأعلى في حالة ضرورة تتبع حسابات مشبوهة.

* من أين مصدر المعلومة بهذا اليسر وهذه السهولة؟ هل المبالغ المهولة بالدولارات موضوعة في
(ختَّة صندوق مثلاً) أم هي موضوعة كلها في بنك واحد، في دولة واحدة؟ أم موزعة في عدة بنوك في عدة دول؟وكيف لجهاز الأستخبارات إختراق أسرار البنوك وحسابات العملاء خاصةً إذا كانت المبالغ  كبيرة وبالدولار؟

* الإستخبارات هيئة يقودها مدير وليس قائد كما ورد في خطاب السيد العميد، وليس ركن؛ لأنه من غير الممكن أن يكون ضابط بهذه الرتبة وهذه الوظيفة ولا يحمل إمتياز الركن؛ لأن جميع من حول القائد يسمون هيئة الركن.

* السيد العميد(الما) ركن محمد الحسن عبد الله لم يوقِّع على الخطاب، بينما خطاب بهذه الدرجة من الأهمية البالغة بداهة يوقعه المدير ولا يمكن بالتوقيع بالإنابة للخطابات للمستوى الأعلى ذات الطابع الخاص ودرجات السرية العالية.

* كيف تسرّب هذا الخطاب الخطير للنت والواتساب بهذه السهولة؟
والإحتمالان للتسريب: إما العميد(الما) ركن محمد الحسن عبدالله، أو المرسل إليه مجهول الهوية.

**وأخيراً* على رأى عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة
أكلّم مين يا حسرة ثم أنا ما عنديش تلفون؛ لأنه ليس هناك ضابط برتبة العميد بالإسم محمد الحسن عبد الله في هيئة الإستخبارات!! 
نعم ليس هناك  ضابط بهذا الإسم مجرد كذب مثل أرقام المليارات والملايين من الدولارات المدرجة إزاء كل واحد من قائمة الأثرياء المزعومين.
ثانياً نأتي للمضمون:
بالإتصال بمسؤول بشركة البترول تأكد الآتي:
بداية ضّخ بترول السودان عام ١٩٩٩م وحتى الآن =٢٠ سنة
عدد الأشهر ٢٠ × ١٢ = ٢٤٠ شهر
عدد الأيام ٢٤٠ × ٣٠ = ٧٢٠٠ يوم
بدأ إنتاج البترول بمعدل١٢٠٠٠٠ برميل في اليوم
ثم إرتفع إلى٣٥٠٠٠٠ برميل في اليوم في أعلى مستوياته مع بترول الجنوب، ثم إنخفض إلى٥٠٠٠٠ برميل في اليوم
بمعنى متوسط إنتاج اليوم =١٧٣٠٠٠ برميل في اليوم بجمع الخاصل وقسمته على ثلاثة
أسعار البترول بدأت حين التصدير بحوالى١٨دولار للبرميل والآن حوالي٥٠ إلى٦٠ دولار للبرميل.
نضرب إنتاج السودان من براميل النفط خلال العشرين سنة الماضية في أعلى سعر وهو ٦٠دولار للبرميل لتكون النتيجة:
٧٢٠٠ يوم × ١٧٣٠٠٠برميل × ٦٠دولار
النتيجة ٧٤٧٣٦٠٠٠٠٠٠
يعني أربعة وسبعين مليار وسبعمائة ستة وثلاثين مليون دولار
وبعد خصم حقوق الشركات الأجنبية، ومرتبات العمال والموظفين
وفواتير التأمين والنقل والأكل والعلاج وغيره كم سيكون الباقي إذاً؟ 
السؤال إذا كانت هذه حسابات البترول بالتقريب فمن أين جاء هولاء الأشقياء بهذه المبالغ التي تجاوزت في مجملها ٦٤مليار دولار؟
من أين؟
القول الفصل أمام هذا البُهتان هو الدليل والإثبات، كل من أفسد في هذا الوطن أياً كان إنتمائه للحركة الاسلامية، المؤتمر الوطني
والأحزاب المشاركة، وعموم من تولى وظيفة ويشتبه أنه إستغل نفوذه أو تصرّف بسوء في مال الشعب ليس بالضرورة أن يكون في قائمة المؤتمر الوطني، والحساب ولد كما يقولون.
*ملحوظة عن الجهة التي وضعت الأرقام*
تجاوزت المعقول ربما بسبب عدم معرفتهم بالأرقام.

يا صديقي دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما عندها
تقول أنها ستودع مبلغ ٢٥٠ مليون دولار في بنك السودان للمساعدة في حل الضائقة الإقتصادية في السودان، ومع هذا تقول أن اللواء الركن يونس محمود يملك ٤٠٠ مليون دولار!!!
اللهم فإنَّ هذا إفتراءٌ وبهتانٌ عظيم.
والله يا صديقي أحكي ليك طرفة ما كنت محتاج أرويها ولكن للضرورة أحكام:
أنا أكبر مبلغ بالدولار دخل جيبي في حياتي كلها كان خمسة ألف دولار  بسبب العلاج بالخارج.
تصدق أو تكذب، تضحك أو تسخر ما مهم لكنها الحقيقة التي لن يستطيع كائن من كان ان يُثبت عكسها، لا أمس ولا اليوم، ولا في أي وقت لاحق.
لكنَّه الغباء والغرض والمرض وأدواء الأنفس المعتلة هي التي تريد ان تشيعَ في الناسِ أن سائر من إنتمى للحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني هو سارق، يكتبون هذا وكأنما أيديهم نظيفة بيضاء وأخلاقهم ملائكية، أكيد سيذهب الزبد جفاءً ويمكثُ في الأرض ما ينفعُ الناس. 
*واللَّهُ غالب على أمره*

-  الـلواء الـركن (م )  يـونـس مـحمـود مـحمد

تعليقات