من يقف وراء مجزرة الأبيض ؟!
العنف المفرط واستخدام الرصاص الحي ضد تظاهرة طلاب الثانويات بمدينة الأبيض يرقى لدرجة ان نطلق عليه مجزرة.. بل هي مجزرة مكتملة الأركان.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن من يقف وراء هذه المجزرة الجديدة؟
اتصلت بنشطاء وناشطات في المدينة بعضهم يقول ان قناصة يتبعون لمليشيات مجرم الحرب "أحمد هارون" المسجون بسجن "كوبر" واسمها مليشيات "الكسح السريع".. قد تسوروا مباني بنك الخرطوم والمباني القريبة منه وأطلقوا الذخيرة الحية على المتظاهرين.. بينما قال البعض الآخر انهم شاهدوا فرد يرتدي زي مشابه لزي مليشيا الدعم السريع ويضع على رأسه "كاب" لونه أحمر.. وهو يطلق الرصاص على المتظاهرين من الأرض.. هذا مع العلم ان الزي العسكري أصبح لا يمثل دليلا على إنتماء من يرتديه بعد أن اختلط حابل المليشيات المسلحة الجنجويدية والإسلامية بنابل الجيش والشرطة وجهاز الأمن!
الملاحظة الثالثة والمهمة جاءت من طبيبة بمستشفى المدينة قالت انها شاهدة عيان على أحداث التظاهرة.. قائلة بانها قد شاهدت بعض الشباب يبدو سنهم أكبر من سن طلاب الثانويات قد دخلوا وسط تظاهرة الطلاب وهم يرددون شعار " لا مويه لا عيش.. يا بشة تعال معليش" !
مهما يكن فالمؤكد ان الجهة التي أرتكبت هذه المجزرة.. وفي هذا التوقيت تحديدا.. هي جهة لها مصلحة في تخريب أي إتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري.. خصوصا ان هذه المجزرة تتزامن مع اجتماع اللجنة الفنية الذي سيعقد بينهما اليوم.. تمهيدا للمفاوضات الأخيرة قبل التوقيع النهائي والتي من المفترض انها ستسأنف مساء يوم غدا الثلاثاء.
ومع كل ذلك فان المجلس العسكري يتحمل مسؤولية المجزرة قانونيا وسياسيا وأخلاقيا .. بعد ان أرتضى لنفسه ان يصبح الحاكم الوحيد للبلاد .. وهو بالتالي المسؤول الأول عن أمن وأمان ومعاش المواطنين.
المجد للشهداء
#مدنية
تعليقات